فلسفة العدالة

بقلم : د. ناجي سابق
عدد الزيارات: 114

فلسفة العدالة

 فلسفة العدالة 
في السياق الفلسفي، تقابل العدالة (بالإنجليزية: Justice) في مفهومها "التوازن"، وهي مقترنة بأفكار ومفاهيم مثل الإنصاف، والمساواة، والقانون، وقد تطرقت مختلف الفلسفات ومختلف الفلاسفة لمسألة العدالة ومفهومها، وفي العناوين التالية، نتناول عددًا من هذه الآراء ذات الصلة:
مفهوم العدالة في الفلسفة اليونانية
من الفلاسفة اليونانيين الذين لهم آراء تتعلق بالعدالة ومفهومها ما يلي:
العدالة عند سقراط: يعرف سقراط العدالة على أنها القيام بما يعتبر مناسبًا بطبيعة الحال، وهي أيضًا انشغال المرء بأموره الخاصة، وعدم التطفل على الآخرين، علاوةً على ذلك، يعتبر سقراط أنّ العدالة هي الأساس الذي يقوم عليه وجود الفضائل الأساسية الأخرى، والتي تشمل كلاً من القناعة، والحكمة، والشجاعة؛ أي أن وجودها مشروطٌ بها، كما أنها تكملها وتدعمها، ويرى سقراط أنّ الروح المنظمة هي التي تُوجد العدالة، بمعنى أن العدالة لا توجد في الروح الإنسانية بدون أن تكون منظمة.
العدالة عند أفلاطون: يرى أفلاطون أنّ العدالة تمثل الرابط الذي يجمع الأفراد في المجتمع مع بعضهم البعض (الرابط الذي يوحد أفراد المجتمع)، وهي جزءٌ من الفضيلة الإنسانية، وعليها يقوم المجتمع والخير، وهي التي تحفظ النظام للروح أيضًا، وتبقيها صحيحة ومعافاة.
العدالة عند أرسطو: العدالة عند أرسطو هي كل ما هو قانوني وعادل (أو مشروع ونزيه)، ويتجلى المعنى الحقيقي للعدالة من وجهة نظر أرسطو في العدالة والإنصاف في إعطاء الأفراد ما يستحقونه من أمور، كما يتجلى معناها في تقويم وتصحيح كل ما هو غير منصف وجائر.

مفهوم العدالة في فلسفة القرون الوسطى
تطرق عدد من فلاسفة فلسفة القرون الوسطى، المعروفة أيضًا بالفلسفة القروسطية، إلى مفهوم العدالة، وفيما يلي استعراض لعدد منهم:
العدالة عند القديس أغسطينوس: العدالة عند القديس أغسطينوس هي احترام الله من خلال اتباع شريعة المحبة التي في الكتاب المقدس، والشخص العادل هو الذي يحب الله، ويحب جاره كما يحب نفسه؛ بمعنى أنّ العدالة عند القديس أغسطينوس "هدف اجتماعي"، وكل جوانبه تتعلق بمحبة الله، والإخلاص له.
العدالة عند توما الأكويني: يصف القديس توما الأكويني العدالة على أنها "فضيلة"، والتحلي بهذه الفضيلة يجعل الفرد يعطي الآخرين حقوقهم وما يستحقونه دائمًا.
العدالة عند ابن رشد: في تناوله لمسألة العدالة، ذكر ابن رشد أنّ العدالة هي نتيجة جميع الفضائل؛ أي أنها ليست فضيلة واحدة، كما ذكر أنّ للعدالة مستويين؛ فردي وجماعي، وبالنسبة للعدالة على المستوى الفردي، فهي تتحقق عندما يلتزم كل فرد بالقيام بالأنشطة التي تناسب طبيعته وقدراته، أما على المستوى الجماعي، وتحديدًا العدالة في الدولة، فتحققها مرهون بأن تسود فضائل العفة، والشجاعة، والحكمة الدولة، وبأن يلتزم الجميع في المجتمع بالقيام بأدوارهم التي تناسبهم، وبأن يتولى الفلاسفة الحكماء إدارة شؤون الدولة.

مفهوم العدالة في الفلسفة الحديثة
من فلاسفة الفلسفة الحديثة الذين تناولوا مفهوم العدالة التالية أسماؤهم:
العدالة عند ديكارت: يرى رينيه ديكارت أنّ أي شكلٍ من أشكال العدالة يتم توظيفه لنيل السلطة واكتساب الثروة يعتبر "ظلمًا"، ويفسر رأيه هذا بالقول إن للعدالة حدودًا، وهذه الحدود هي نفسها بالنسبة للأفراد والملوك، وأنّ السلطة والثروة يكون توزيعهما بيد الله.
العدالة عند سبينوزا: يُعرف باروخ سبينوزا العدالة على أنها منح كل فرد ما هو له طبقًا للقانون المدني، في حين أنّ الظلم يكون خلافًا للعدالة، ويصاحبه حرمان الأفراد من الأمور التي هي حق لهم، تحت غطاء "الشرعية".
العدالة عند لايبنتس: يرى الفيلسوف غوتفريد لايبنتس أنّ العدالة تقوم على الإرادة والعقل، وبالنسبة لارتباط العدالة بالإرادة، فهو يتمثل في الميل، والتحلي بالإرادة، للسعي وراء الخير، أما ارتباط العدالة بالعقل، فهو يتمثل بالتحلي بالحكمة، ومعرفة الخير.
العدالة عند هوبز: يصف توماس هوبز العدالة على أنها فضيلة مصطنعة (أو مفتعلة)، وهذه الفضيلة ضرورية لقيام المجتمع المدني.
المستشار الدكتور ناجي سابق



قنوات التواصل

مسقط ، سلطنة عمان

naji.sabek@hotmail.com

+9613606501